top of page

التغذية الراجعة: المرآة التي تحوّل الجهد إلى تقدّم

ree

في طريق التعلم، ليس العمل وحده هو ما يصنع الفرق، بل القدرة على التأمل والتقييم. فالتلميذ الذي يعرف كيف ينظر إلى يومه بعين صادقة، ويتعلم من تجاربه، يتقدّم أسرع من الذي يكرر أخطاءه دون وعي. لهذا، تعتمد منهجية ATAS (التحالف الثلاثي للمواكبة المدرسية) على أداة أساسية: دفتر اليوميات والتغذية الراجعة اليومية، وهو مساحة شخصية وآمنة تساعد كل تلميذ على تتبّع تطوّره، واكتشاف نقاط قوته وضعفه، وبناء عادة التفكير الذاتي.

لماذا التغذية الراجعة مهمة في التعلم؟

تؤكد الدراسات في علم النفس التربوي أن الطلاب الذين يراجعون أداءهم يوميًا يتطورون مرتين أسرع من غيرهم، لأنهم لا يكتفون بالعمل… بل يتعلمون من العمل.

الفعل → الملاحظة → التفكير → التحسين

بهذا التسلسل البسيط، تتحول كل تجربة إلى فرصة للتطور. فالتغذية الراجعة ليست نقدًا، بل مرآة بنّاءة تساعدك على رؤية طريقك بوضوح. ليست لإحباطك، بل لتقول لك: “أنا لا أبحث عن الكمال، بل عن التقدّم خطوة بخطوة.”

دفتر اليوميات ATAS: أداة للتأمل والنمو الذاتي

تم تصميم استمارة التغذية الراجعة اليومية في منصة ATAS لتكون رفيق التلميذ اليومي، وليست أداة للمراقبة. إنها مساحة صادقة يملؤها التلميذ كل مساء قبل النوم، لتصبح مع الوقت عادة يومية تقوده نحو النضج والثقة بالنفس.

1. تاريخ اليوم

اختيار التاريخ يساعدك على تتبّع تطوّرك عبر الزمن وملاحظة التحسّن أسبوعًا بعد أسبوع.

2. نجاحاتي

دوّن كل إنجاز مهما كان صغيرًا: “فهمت درسًا صعبًا” أو “احترمت جدول مراجعتي”. الاحتفاء بالنجاحات يزيد الحافز ويقوّي الثقة بالنفس.

3. صعوباتي

اكتب بصراحة التحديات التي واجهتها اليوم. الاعتراف بها لا يعني الضعف، بل بداية الحل.

4. ما أحتفل به اليوم

خذ لحظة لتقدّر نفسك، تعبك، التزامك، أو سلوكًا إيجابيًا قمت به. فالتقدير الذاتي هو وقود الاستمرار.

5. ما يجب أن أُحسّنه

دوّن ما يمكن تطويره غدًا أو خلال الأيام القادمة. الكتابة تحول النية إلى التزام فعلي.

6. ما يجب أن أتوقف عن فعله

اسأل نفسك: ما الذي يعيق تقدّمي؟ التسويف؟ السهر؟ قضاء وقت طويل على الهاتف؟ تحديد العائق هو أول خطوة لتجاوزه.

7. حالتي المزاجية اليوم

اختر الشعور الذي يعبّر عنك: فرح، حماس، هدوء، توتر، تعب… لأن فهم المشاعر جزء من الذكاء العاطفي، وهو مفتاح التركيز والتحكم.

8. مدى التزامي بروتيني اليومي

قيّم نفسك من 0 إلى 100٪: كم من عاداتك اليومية نفّذتها اليوم؟ هذه النسبة تمنحك مقياسًا بسيطًا وواضحًا لتقدّمك الذاتي.


عادة صغيرة… بتأثير كبير

تعبئة هذه الاستمارة لا تستغرق أكثر من عشر دقائق يوميًا، لكن بعد 21 يومًا تتحول إلى عادة ذهنية قوية: عقلك يبدأ في الملاحظة، ثم التحليل، ثم التطوير—دون أن تشعر.

منصّة ATAS تمنح كل تلميذ مساحة شخصية لتعبئة دفتره الإلكتروني، بينما يستطيع الكوتش والآباء رؤية التطوّر العام، ليس لمراقبته، بل لفهمه وتشجيعه وتوجيهه نحو الطريق الصحيح.

دور التغذية الراجعة في منهجية ATAS

تتواجد التغذية الراجعة في كل مراحل المنهجية: بعد المراجعات الدراسية، بعد الروتينات، بعد الجلسات، وأخيرًا في دفتر اليوميات كعادة يومية تعزز النضج الذاتي. وهكذا يصبح الـ Feedback الخيط الذهبي الذي يربط الجهد بالنتيجة، ويحوّل كل تجربة صغيرة إلى خطوة نحو التميّز.

خاتمة

“التغذية الراجعة ليست لإعادة النظر إلى الوراء، بل لتعديل الاتجاه نحو الأمام.”

في نوفامايند كوتشينغ، نؤمن أن النجاح لا يولد من الكمال، بل من الإصغاء إلى الذات، ومن الشجاعة على التعلّم من الأخطاء. كل Feedback هو بذرة وعي جديدة، وكل تلميذ هو حديقة تنمو بالاهتمام والتأمل.

Commentaires


Nous contacter

Téléphone

+212 661-794-523

Adresse

Rabat capital , Temara, Maroc

Merci pour votre envoi !

  • LinkedIn
  • Facebook
  • Instagram

© 2035 par Optimo Conseil. Créé avec Wix.com

bottom of page